The Cross has become an instrument of salvation, a title of love and a ladder that ascends believers from earth to heaven and is a source of pride for them if they follow the example of their Master, if they imitate His exemplary Divine Love and extreme humility.

Sunday Before the Feast of the Elevation of the Holy Cross

September 6th, 2019 | By His Eminence, Metropolitan Basilios | Available in English [avatar user=”metropolitan” size=”50″ align=”right” link=”https://www.antiochian.org.au/author/metropolitan/” target=”_blank”][/avatar]

هذا الأحد هو الأحد الذي قبل عيد رفع الصليب الكريم المُحيّي والقراءة الإنجيلية من يوحنا الإصحاح ( 3: 13- 17).

تُعيّد الكنيسة المقدسة في الرابع عشر من شهر أيلول بعيد رفع الصليب الكريم المُحيّي وهو عيد تذكار اكتشاف خشبة الصليب الكريم من قِبَل الملك قسطنطين وأمه القديسة هيلانة. إذ قد سبق وظهر للقديس قسطنطين علامة الصليب في السماء متلألأ بنور ساطع وحوله هذه الكتابة ” بهذه العلامة تنتصر”. نقرأ في صلاة سحر العيد: ” إن السماء قد أظهرت للمتسلِّط الحسن العبادة والملك المتألِّه العزم ظفر الصليب الذي به حُطم الأعداء المعاندون ودُحضت الضلالة وانتشر الإيمان بالله في أقطار الأرض لذلك نُسبح المسيح إلهنا لأنه قد تمجّد”.

كون هذا العيد من الأعياد الرئيسية في الكنيسة الأرثوذكسية فإن الكنيسة تُحضِّر المؤمنين من أجل تعيّيد رفع الصليب الكريم بتذكيرهم بذلك في الأحد الذي يسبُق عيد رفع الصليب الكريم. وهذا إن يدل على شيء فهو يدلّ على أهمية هذا العيد وأهمية الصليب في حياة الإنسان المسيحي.

إن الكنيسة المقدسة تُحضّر المؤمنين روحياً وليتورجياً لإستقبال الأعياد الخلاصية في حياتنا فمثلاً عيد ميلاد ربنا ومخلصنا بالجسد يسبقه ” الأحد الذي قبل الميلاد ” أو ” أحد الآباء ” لتذكرنا بالوعود والنبؤات التي تتكلم عن مجيء الربّ بالجسد. وعيد الفصح ” القيامة ” الذي هو عيد الأعياد وموسم المواسم يتم التحضير له بشكل خاص في الأحد الذي قبله أو ما يُسمى أحد الشعانين ” أحد الدخول إلى أورشليم وبداية الآلآم الخلاصية”. وهكذا أيضاً مع عيد رفع الصليب الكريم، يسبقه الأحد الذي قبل رفع الصليب الكريم المحيّي كتهيئة للعيد، لتذكير المؤمنين بالنبؤات التي تتحدث منذ العهد القديم عن الصليب بصوَر رمزية والتي تحققت بموت الربّ الإختياري والطوعي على خشبة الصليب.

إن أهمية عيد رفع الصليب الكريم في الكنيسة تظهر ليتورجياً في كونه عيد مُبطِل للقيامة بمعنى أنه إذا وقع يوم عيد رفع الصليب في يوم أحد فإن القراءات تكون لعيد الصليب وليس للقيامة ولا يُقرأ إنجيل سحر القيامة بل الخدمة جميعها تكون للصليب.

يبدأ المقطع الإنجيلي بتذكير السامعين بحادثة من العهد القديم كانت رمزاً ونبؤة عن رفع المسيح على الصليب. يقول الربّ: ” وكما رفع موسى الحيّة في البرية هكذا ينبغي أن يُرفع ابن البشر”.

لقد حدث في العهد القديم أن موسى النبي صنع شكل حيّة من نحاس وأقامها على عمود في البرية حسب قول الربّ لكي ينظر إليها بنو اسرائيل الذين لدغتهم الحيّة فيشفوا من لدغتها ومن الموت. فقال الربّ لموسى: ” أصنع لكَ حيّة مُحرِقَة وضعها على راية فكل من لُدِغ ونَظَر إليها يحيا. فصنع موسى حيّة من نحاس ووضعها على الراية فكان متى لدغت حيّة إنساناً ونظر إلى حيّة النحاس يحيا”(سفر العدد 21: 8- 9).

إن كاطافاسيات عيد رفع الصليب ( من تراتيل خدمة السحر) تتكلم عن صور ورموز مختلفة للصليب في العهد القديم فهو عصا موسى التي ضرب بها بشكل صليب البحر الأحمر وخلّص الشعب العبراني من فرعون، وهي الحيّة النحاسية الموضوعة على راية والتي تشفي من لدغتهم الحيّة بالنظر إليها. وهناك أيضاً موسى عندما بسط يديه بشكل صليب وانتصر على عماليق، وهو أيضاً عصا هرون المثمرة. تُقارن كاطافاسيات العيد ما بين ” العود القديم ( أي شجرة معرفة الخير والشر) الذي بالأكل منه قد عرَّانا قديماً في الفردوس والذي بمذاقته جلب العدو موتاً. وما بين العود المُحيّي، أي عود الصليب، الذي لما انغرس في الأرض جلب خلاصاً وحياة للبشر.

يُتابع الربّ يسوع في إنجيل يوحنا قائلاً: ” لأنه هكذا أحبّ الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية “. لقد أصبح الصليب عنوان لإنكار الذات أو إفراغ الذات ( Kenosis, self- emptying ) كما يقول الرسول بولس في رسالته إلى فيليبي:” لكنه أخلى نفسه آخذاً صورة عبدٍ صائراً في شبه الناس. وإذ وُجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب“(فيلبي 2: 7- 8).

لقد أصبح الصليب طريقاً للبذل والتضحية ومحبة الآخر. “ليس من حبّ أعظم من هذا أن يبذل الإنسان نفسه من أجل أحبائه”. لقد أصبحَ الصليب أداة للخلاص وعنواناً للمحبة والسلم المُصعِدة من الأرض إلى السماء ومدعاة لفخر المؤمنين إذا ما تشبّهوا بسيّدهم وماثلوه بمحبته الإلهية وتواضعه الأقصى ” أما أنا فحاشى لي أن أفتخر إلا بصليب ربّنا يسوع المسيح ” (غلاطية 6: 14).

” فلصليبك يا سيّدنا نسجد ولقيامتك المقدّسة نُمجِّد “.

آميـــــــــن

+ المتروبوليت باسيليوس قدسية