يُعيّد العالم المسيحي لعيد القيامة المجيدة أو الفصح المقدّس، هو عيد الأعياد وموسم المواسم. عيد العبور من الموت إلى الحياة ومن الجحيم إلى الفردوس.
القيامة هي العيد الأساسي في حياة الكنيسة لأنه يخصّ ليس قيامة المسيح فقط ولكنه قيامة كل إنسان وبالتالي قيامتنا، من هنا نعيّد للقيامة في كل يوم أحد قي القداس الإلهي.
القراءة الإنجيلية هي من يوحنا 1: 1- 17 وهي لا تمتّ بصلة مباشرة إلى قيامة المسيح إذ أن إنجيل حدث القيامة يُقرأ في صلاة الهجمة (السحر) التي تسبق القداس الإلهي في يوم الفصح. أما في القداس فالقراءة الإنجيلة فتتكلم عن المخطط الإلهي الذي وُضع لخلاصنا، الإنجيل يتكلم عن أن الله محبة، عن النور الذي يُضيء في الظلمة وعن الخليقة الجديدة. بشكل عام يتكلم الإنجيل عن التجديد الصائر في يوم القيامة.
لقد دخلت الخطيئة والموت إلى العالم وأصبح الموت ” آخر عدوّ يُبطل “.(1كور 15: 26). كل الفلسفات على مرّ العصور والإيدولوجيات حتى الطب والعلم يحاول مجاهداً أن يضع حدّاً للموت وما هي إلا محاولات لتأخير الموت ودفعه بعيداً عنا ولكن في الحقيقة الموت هو أيضاً الحتمية لكل إنسان ولكل خليقة. وحده المسيح القائم من بين الأموات وضع حداً للموت إذ كما نرتل في ترتيلة المسيح قام ” إذ وطئ الموت بالموت ووهب الحياة للذين في القبور”. أي أنه داسَ الموت وحطّمه بموته ومن ثم بقيامته.
إن حدث القيامة هو أمر حتمي لشخص المخلص كونه هو الإله – الإنسان. لم يكن باستطاعة الموت أن يضبطه في القبر ويُبقيه تحت سلطانه. لقد برهن الربّ يسوع من خلال قيامته أن نهاية الإنسان ليست الصليب والموت وإنما القيامة. ليست الجمعة العظيمة هي الهدف والغاية في الكنيسة وإنما القيامة والقبر الفارغ. ” توبوا فقد اقترب ملكون السموات”. القيامة ليست حدثاً حصل فقط ليسوع فنحن اليوم يُمكن أن نختبرها شخصياً عندما نستدعي الربّ يسوع في حياتنا ونتّخذه ربّاً ومخلصاً.
بدون القيامة لبدا كل شيء وهماً ولكان ” إيماننا باطلاً ” كما يقول الرسول بولس. لو لم يقم المسيح ويملأ تلاميذه بقوته المُحيية وحكمته كيف أمكن إذن للتلاميذ الذين كانوا صيادين ممتلؤن خوفاً والمتفرقين أن ينطلقوا للبشارة حتى آخر الأرض ويعانوا ما عانوه من اضطهاد وموت وتعذيب وصلب وغيرها. قوة القيامة هي من أعطت هؤلاء القديسين وتُعطينا نحن اليوم القوة والنعمة لنعيش مسيحيتنا في عالم يُنكر حقيقة القيامة ولا يُريد أن يعيش نتائجها.
إن القيامة ليست شيئاً سيحدث في المستقبل فقط إنما يبدأ الآن ويستمر في الأبدية. إنها تبدأ عندما نأخذ المسيح في حياتنا كربّ ومخلص.
نحن المسيحيون متأكدون ومؤمنون بحدث القيامة ونتيجة لهذا نستطيع أن نحتمل كل شيء ونصبر على كل شيء في الحياة حتى الصلب والموت طالما أنها لن تكون النهاية. هذا ما أعطانا الغلبة على اليأس وملأنا بالرجاء. إيماننا نحن المؤمنون بالربّ يسوع القائم سوف نقوم نحن معه أيضاً في اليوم الأخير.
فصح مجيد
الميتروبوليت باسيليوس قدسية